خـــالـــد بن الوليد رضي الله عنه
هو "أبو سليمان خالد بن الوليد بن المغيرة"، ينتهي نسبه إلى "مرة بن كعب بن لؤي" الجد السابع للنبي صلى الله عليه وسلم و"أبي بكر الصديق" رضي الله عنه. وأمه هي "لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية"، وقد ذكر "ابن عساكر" – في تاريخه – أنه كان قريبًا من سن "عمر بن الخطاب".
من أسرة عريقة وينتمي إلى قبيلة "بني مخزوم" أحد بطون "قريش" التي كانت إليها "القبة" و"الأعنة"، وكان لها شرف عظيم ومكانة كبيرة في الجاهلية، وكانت على قدر كبير من الجاه والثراء، وكانت بينهم وبين قريش مصاهرة متبادلة. وكان منهم الكثير من السابقين للإسلام؛ منهم: "أبو سلمة بن عبد الأسد"، وكان في طليعة المهاجرين إلى الحبشة، و"الأرقم بن أبي الأرقم" الذي كانت داره أول مسجد للإسلام، وأول مدرسة للدعوة الإسلامية.
وكانت أسرة "خالد" ذات منزلة متميزة في بني مخزوم؛ فعمه "أبو أمية بن المغيرة" كان معروفًا بالحكمة والفضل، وكان مشهورًا بالجود والكرم، وهو الذي أشار على قبائل قريش بتحكيم أول من يدخل عليهم حينما اختلفوا على وضع الحجر الأسود وكادوا يقتتلون، وقد مات قبل الإسلام.
وعمه "هشام بن المغيرة" كان من سادات قريش وأشرافها، وهو الذي قاد بني مخزوم في "حرب الفجار". وكان لخالد إخوة كثيرون بلغ عددهم ستة من الذكور هم: "العاص" و"أبو قيس" و"عبد شمس" و"عمارة" و"هشام" و"الوليد"، اثنتين من الإناث هما: "فاطمة" و"فاضنة". أما أبوه فهو "عبد شمس الوليد بن المغيرة المخزومي"، وكان ذا جاه عريض وشرف رفيع في "قريش"، وكان معروفًا بالحكمة والعقل؛ فكان أحدَ حكام "قريش" في الجاهلية، وكان ثَريًّا صاحب ضياع وبساتين لا ينقطع ثمرها طوال العام.
سيف الله المسلول خالد بن الوليد على اليوتيوب
فارس عصره
وفي هذا الجو المترف المحفوف بالنعيم نشأ "خالد بن الوليد"، وتعلم الفروسية كغيره من أبناء الأشراف، ولكنه أبدى نبوغًا ومهارة في الفروسية منذ وقت مبكر، وتميز على جميع أقرانه، كما عُرف بالشجاعة والجَلَد والإقدام، والمهارة وخفة الحركة في الكرّ والفرّ. واستطاع "خالد" أن يثبت وجوده في ميادين القتال، وأظهر من فنون الفروسية والبراعة في القتال ما جعله فارس عصره بلا منازع. وكان "خالد" –كغيره من أبناء "قريش" معاديًا للإسلام ناقمًا على النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين الذين آمنوا به وناصروه، بل كان شديد العداوة لهم شديد التحامل عليهم، ومن ثَم فقد كان حريصًا على محاربة الإسلام والمسلمين، وكان في طليعة المحاربين لهم في كل المعارك التي خاضها الكفار والمشركون ضد المسلمين. وكان له دور بارز في إحراز النصر للمشركين على المسلمين في غزوة "أحد"، حينما وجد غِرَّة من المسلمين بعد أن خالف الرماة أوامر النبي صلى الله عليه وسلم، وتركوا مواقعهم في أعلى الجبل، ونزلوا ليشاركوا إخوانهم جمع غنائم وأسلاب المشركين المنهزمين، فدار "خالد" بفلول المشركين وباغَتَ المسلمين من خلفهم، فسادت الفوضى والاضطراب في صفوفهم، واستطاع أن يحقق النصر للمشركين بعد أن كانت هزيمتهم محققة. كذلك فإن "خالدا" كان أحد صناديد قريش يوم الخندق الذين كانوا يتناوبون الطواف حول الخندق علهم يجدون ثغرة منه؛ فيأخذوا المسلمين على غرة، ولما فشلت الأحزاب في اقتحام الخندق، وولوا منهزمين، كان "خالد بن الوليد" أحد الذين يحمون ظهورهم حتى لا يباغتهم المسلمون.
وفي "الحديبية" خرج "خالد" على رأس مائتي فارس دفعت بهم قريش لملاقاة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ومنعهم من دخول مكة، وقد أسفر الأمر عن عقد معاهدة بين المسلمين والمشركين عرفت باسم "صلح الحديبية". وقد تجلت كراهية "خالد" للإسلام والمسلمين حينما أراد المسلمون دخول مكة في عمرة القضاء؛ فلم يطِق خالد أن يراهم يدخلون مكة رغم ما بينهم من صلح ومعاهدة وقرر الخروج من مكة حتى لا يبصر أحدًا منهم فيها.
إسلامه
أسلم خالد بعد عمرة القضاء بسبب أنه هرب من مكة حتى لا يرى المسلمين يـؤدون عمرة القضاء وكان أخوه الوليد بن الوليد مسلماً فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خالد ثم قال: "لو أتانا لأكرمنه ومن مثله سقط عليه الإسلام في عقله ؟ " فكتب إليه الوليد ما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد فأني لم أرى أعجب من ذهاب رأيك عن الإسلام وقلة عقلك ومثل الإسلام هل يجهله أحد ؟ وقد سألني عنك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أين خالد؟ فقلت يأتي الله به فقال : ما مثله يجهل الإسلام ولو كان يجعل نكايته مع المسلمين على المشركين كان خيراً له ولقدّمناه على غيره فاستدرك يا أخي ما فات فقد فاتك مواطن صالحة له. فأسلم خالد وقبل أن يهاجر وتفاوض في الإسلام مع ابن عمه عكرمة بن أبي جهل فصفوان بن أمية فرفضا ثم اتفق مع عثمان بن طلحة الجمحي فاسلما جميعاً سنة سبع من الهجرة. وبينما هم في طريقهم إلى يثرب، إلتقوا عمرو بن العاص مهاجرًا ليعلن إسلامه، فدخل ثلاثتهم يثرب في صفر عام 8 هـ معلنين إسلامهم، وحينها قال الرسول: "إن مكة قد ألقت إلينا أفلاذ كبدها". فلما وصل يثرب، قصّ خالد على أبي بكر رؤية رآها في نومه كأنه في بلاد ضيقة مجدبة، فخرج إلى بلاد خضراء واسعة، فقال له: "مخرجك الذي هداك الله للإسلام، والضيق الذي كنت فيه من الشرك".
اسمع قصة اسلام خالد بن الوليد
أول حروبه في الإسلام مؤتة وكان ذلك في جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجيش زيد بن حارثة وقال إن أصيب فجعفر بن أبي طالب فأن أصيب فعبد الله بن رواحة وكان المسلمون ثلاثة آلاف حتى إذا كانوا بموقع يسمى مشارف من تخوم البلقاء أتتهم جيوش قيصر من روم وعرب فلما دنوا من العدو مالوا إلى قرية يقال لها مؤتة وبها سميت الغزوة فاستشهد زيد ثم جعفر بعد أن قطعت يداه وهو ماسك اللواء وذلك سبب تسميته بذي الجناحين لان الله أعاضه عنهما بجناحين في الجنة وطعن بضعاً وتسعين طعنة أو رمية كما رواه البخاري في صحيحه ثم استشهد عبد الله بن رواحة شاعر الأنصار فماتوا على ترتيب ما ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم معجزة له فلما استشهد قادة المسلمين الثلاثة أخذ الراية ثابت ابن الأقرم اخو بني العجلان فقال يامعشر المسلمين اصطلحوا على واحد فقالوا : أنت فأبى ثم اصطلحوا على خالد بن الوليد ومن يومئذ سمي سيف الله المسلول. روى البخاري في صحيحه عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى زيداً وجعفراً وابن رواحة للناس قبل أن يأتيه خبرهم فقال ": أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذ جعفر فأصيب ثم أخذ ابن رواحة فأصيب وعيناه تذرفان حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم".
ولقد أمره الرسول على أحد الكتائب الإسلامية التي تحركت لفتح مكة واستعمله الرسول أيضا في سرية للقبض على اكيدر ملك دومة الجندل أثناء غزوة تبوك. وكان على مقدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين في بني سليم، فجرح خالد، فعاده رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونفث في جرحه فبرأ، وأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أكيدر بن عبد الملك، صاحب دومة الجندل، فأسره خالد، وأحضره عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فصالحه على الجزية، ورده إلى بلده. وأرسل من قٍبَلٍ رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة عشر إلى بني الحارث بن كعب بن مذحج، فقدم معه رجال منهم فأسلموا، ورجعوا إلى قومهم بنجران. وعن خالد بن الوليد: أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت ميمونة، فأتى بضب محنوذ، فأهوى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يأكل منه، فقالت ميمونة يا رسول الله أتدري ما هذا، قال لا. فأخبرته أنه ضب، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، فقلت: أحرام هو? قال: "لا، ولكنه لم يكن بأرض قومي، فأجدني أعافه". قال خالد: فاجتزرته فأكلته ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر.
دوره في حروب الردة
قام خالد بن الوليد بدور كبير في حروب الردة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وواجه بجيشه المرأة سجاح مدعية النبوة ومالك بن نويرة الذي اتهم بالردة . ثم إن أبا بكر أمره بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتال المرتدين، منهم: مسيلمة الحنفي في اليمامة، وله في قتالهم الأثر العظيم، ومنهم مالك بن نويرة، في بني يربوع من تميم وغيرهم، إلا أن الناس اختلفوا في قتل مالك بن نويرة، فقيل: إنه قتل مسلما لظن ظنه خالد به، وكلام سمعه منه، وأنكر عليه أبو قتادة وأقسم أنه لا يقاتل تحت رايته، وأنكر عليه ذلك عمر بن الخطاب. وهناك شبهة تقول انه تبريراً لما سيقدم عليه خالد ادعى أن مالك بن نويرة ارتد عن الإسلام بكلام بلغه أنه قاله، فأنكر مالك ذلك وقال: أنا على دين الإسلام ما غيرت ولا بدلت - لكن خالد لم يصغ لشهادة أبي قتادة وابن عمر، ولم يلق أذناً لكلام مالك، بل أمر فضربت عنق مالك وأعناق أصحابه. وقبض خالد زوجته ليلي (أم تميم فنزا عليها في الليلة التي قتل فيها زوجها).والرد علي ذلك انه لم يتأكد له إسلامه كدليل أول والدليل الثاني انه لم يقتله ولكن كانت ليلة شديدة البرد فقال خالد لأحد جنوده دافئوهم وكان الجندي من كنانة ودافئوهم في لغة كنانة معناها اقتلوهم فقتلهم وخالد منهم برئ وعندما استدعاه الخليفة أبو بكر الصديق وهو من هو من كونه خليفة المسلمين والسابق في الإسلام ولا يدانيه أحد قد رضي من خالد عذره وروايته لأنه يعرفه جيدا وهي اصح الروايات.
خالد ومعركة اليمامة
بعث أبا بكر جيش تحت قيادة عكرمة بن أبي جهل ولما اشتد بهم الحال، بعث لخالد لنصرتهم. ومع قدومه واشتداد المعركة التي بدأت لصالح مسيلمة جال خالد مع فرسانه وسط العدو فأربكوه وألحقوا به الهزيمة وتشجع باقي الجيش فأجهز على العدو وهرب مسيلمة في حديقته فاقتحمها المسلمون وقتل وحشي ابن حرب برمحه مسيلمة الكذاب لتنكسر شوكة أحد أكبر المشركين المدعين بالنبوة. ثم سارع خالد ابن الوليد بجيشه وفرسانه ليجول وسط الجزيرة العربية تأديبا للمرتدين وقد جعل الله النصر على يديه وأيدي الفرسان الباسلين الذين فاقوا كل تصور في الحنكة والبذل والعطاء في سبيل الله ولو صنعت الأفلام لبطولاتهم فلا تظاهيها بطولات أبداً فقد أوقعوا وكسروا شوكة ملوك العال آنذاك بفضل الله ثم بفضل إيمانهم. عدل دوره في فتح بلاد الروم والشام وله الأثر المشهور في قتال الفرس والروم، وافتتح دمشق، وكان في قلنسوته التي يقاتل بها شعر من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم يستنصره به وببركته، فلا يزال منصوراً. سقطت منه قلنسوته يوم اليرموك، فأضنى نفسه والناس في البحث عنها فلما عوتب في ذلك قال: "إن فيها بعضا من شعر ناصية رسول الله وإني أتفائل بها وأستنصر"... ففي حجة الوداع ولمّا حلق الرسول صلى الله عليه وسلم رأسه أعطى خالداً ناصيته، فكانت في مقدم قلنسوته، فكان لا يلقى أحداً إلا هزمه الله. أرسله الخليفة أبو بكر الصديق لنجدة جيوش المسلمين في الشام بعد أن ثبت خالد بن الوليد إقدامه في العراق، تحرك خالد بن الوليد وقطع صحراء السماوة ومعه دليله رافع وجيشه ووصل في وقت قليل لنجدة المسلمين في بلاد الشام.
حين وصل إلى الشام ومعه تسعة آلاف وجد هناك جيوشا متعددة عند اليرموك وأقترح أن تجمع الجيوش في جيش واحد فأختاره القواد ليأمر الجيش فقام بتنظيمه وإعادة توزيعه قبل معركة اليرموك. قبيل المعركة توفي أبو بكر وتولى الخلافة عمر بن الخطاب الذي أرسل كتابا إلى أبو عبيدة بن الجراح يأمره بإمارة الجيش وعزل خالد لأن الناس فتنوا بخالد حتى ظنوا أن لا نصر بدون قيادته ولكن أبا عبيدة آثر أن يخفي الكتاب حتى انتهاء المعركة وإستباب النصر تحت قيادة خالد. مقولة خالد بن الوليد قبل موته في المجمل خاض خالد بن الوليد رضي الله عنه معارك عديدة انتصر فيها كلها. قتل من الفارسيين مئات الآلاف ليذوب الملك العظيم لفارس على يد عباد الله. دفن في جامع خالد بن الوليد في مدينة حمص وقد شهد خالد بن الوليد حوالي مائة معركة بعد إسلامه, قال على فراش الموت خالد بن الوليد "لقد شهدت مئة زحف أو زهاءها، وما في بدني موضع شبر، إلا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي، فلا نامت أعين الجبناء" .
خالد يشرب السم فلا يضره
روى أن حكيم من نصارى العرب أتى بكيس فيه سم وقال: يا خالد خشيت أن تكون على غير ما رأيت من العدل .. والموت أحب من مكروه أدخله على أهل قريتي - فأخذ خالد السم وتلا هذا الدعاء " إنها تموت نفسي حتى تأتي على أجلها، باسم الله خير الأسماء رب الأرض والسماء الذي لا يضر مع اسمه داء الرحمن الرحيم " ثم شرب السم وانتظروا ساعة ليصرع السم خالداً فمضت تلك الساعة ولم يضر السم خالداً، كيف لا وهو من أكابر أولياء الله المتقين وسيد المجاهدين في العراق والشام فقال عند ذلك حكيم نصارى العرب :" والله يا معشر العرب لتملكن فإن ما أردتم "، وقد كان رأى الفقهاء في هذه الوقعة، أنه لو كانت بنفس خالد ذرة من شك أن الله منجيه وأن بيديه كل شئ، لقتله السم وكان منتحر. خالد بن الوليد ( سيف الله المسلول ) لم يصفه المسلمون بهذا الإسم لأنه كان يتحلى بالقوة والشجاعة والجرأة فقط بل لأن كانت لديه مناعة ضد السم نعم مناعة ضد السم فكان والد خالد بن الوليد يضع له السم في الطعام والشراب منذ صغره ولكن بنسبة ضئيلة وكان يقوم بتزويدها يوم عن يوم إلى أن بلغ خالد بن الوليد الكبر فأصبحت لديه مناعة قوية ضد السم .
شاهد واسمع قصة شرب خالد بن الوليد للسم
وفاة الفارس
لو خُير البطل لأختار أن يمد الله له في عمره مزيداً من الوقت يواصل فيه هدم البقايا المتعفنة القديمة ويتابع عمله وجهاده في سبيل الله، إن روح هذا الرجل وريحانه ليوجدان دائماً وأبداً حيث تصهل الخيل وتلمع الألسنة وترفرف رايات التوحيد فوق الجيوش المسلمة من أجل ذلك كانت مأساة حياته رضى الله عنه أن يموت على فراشه وهو الذي قضى حياته كلها فوق ظهر جواده وتحت بريق سيفه، فهو الذي غزا مع الرسول صلى الله عليه وسلم وقهر أصحاب الردة وسوى بالتراب عروش كسرى وقيصر وفتح العراق وطهرها من الفرس وكذا كان الحال في بلاد الشام لما طهرها من الروم لقد كانت أم المآسى عنده أن يموت على فراشه، هنالك قال ودموعه تنسال من عينيه :" لقد شهدت كذا وكذا زحفاً وما في جسدي موضع إلا وفيه ضربة سيف أو طعنة رمح أو رمية سهم، ثم هأنذا أموت على حتف أنفى كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء" ولكننا نقول لك يا خالد الاسم والذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال فيما أخرجه مسلم عن سهل بن حنيف:" من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء "وإن مات على فراشه" ثم قال خالد :" إذا مت فنظروا إلى سلاحي وفرسي فاجعلوه عدة في سبيل الله. توفى خالد بن الوليد عام 642م بكاه عمر بن الخطاب رضى الله عنهما بُكاءً كثيراً، وعلم الناس فيما بعد أنه لم يكن يبكى فقده فحسب، بل ويبكى فرصة أضاعها الموت من عمر إذ كان يعتزم ردّ الإمارة إلى خالد بعد أن زال افتتان الناس به، ومُحّصَتْ أسباب عزله، لولا أن تداركه الموت وسارع خالد إلى لقاء ربه، وأخيراً خرج جثمان البطل من داره محمولا على أعناق أصحابه ورمقته أم البطل الراحل بعينين اختلط فيهما بريق العزم بغاشية الحزن فقالت تودعه أنت خير من ألف ألف من القوم إذا ما كَبَتْ وجوه الرجال أشجاعٌ..؟ فأنت أشجع من ليث غضنفر يَزُودُ عن أشبال أجوادٌ..؟ فأنت أجود من سَيل غامر يسيل بين الجبال وسمعها عمر فازداد قلبه خفقاً ودمعه دفقاً وقال: " صدَقَتْ .. والله إن كان لكذلك"، وقد توفى خالد بن الوليد رضى الله عنه في مدينة حمص ، سنة إحدى وعشرين عن عمر يناهز الستين عاما، رحم الله سيفه ورحم كافة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
مسجد خالد بن الوليد في مدينة حمص والذي يضم قبره
استمع لقصة خالد بن الوليد بلسان الداعية عمر خالد
خاالد بن الوليد 1
خاالد بن الوليد 2
خاالد بن الوليد 3
خاالد بن الوليد 4