طلاب حراء في إكسال

انطلاقا من قول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم " إماطة الأذى عن الطريق صدقة" قام طلاب مدرسة حراء لتحفيظ القران بأعمال تنظيف شوارع في القرية وساحة المدرسة الإعدادية ، وتسابق الطلاب صغارا وكبارا لجمع النفايات الملقاة في الشوارع ، لكي تكون القرية نظيفة وجميلة.

وبدت الفرحة على وجوه الطلاب أثناء تأديتهم لهذا العمل النافع ، خاصة وأن أهل القرية الذين قد مروا من المكان قاموا بتشجيعهم والثناء على عملهم ، آملين أن يكون جميع أبناء القرية مثلهم وأن يحذوا حذوهم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول لا اله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل سلامى من الناس عليه صدقة... ثم قال: وتميط الأذى عن الطريق صدقة" رواه البخاري ومسلم.
هل تعلم أن الكثير منا يتعرف على سنن النبي صلى الله عليه وسلم من خلال رؤيته لشخص آخر يقوم بهذه السُّنّة. إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل ولم يفعل هذه السنن إلا لتكون هذه السنن ظاهرة واضحة يتأثر بها الجميع حية أمامهم، ولن تكون كذلك إلا أن نكون حريصين على فعلها ونشرها.
روي أن رجل قطع غصن شجرة، مال على الطريق، فكان يؤذي المارة! وهي من الصدقات، وبسببها أدخل رجل الجنة فعند أبي داود: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "نزع رجلٌ لم يعمل خيراً قط غصن شوك عن الطريق، إما كان في شجرة فقطعه وألقاه، وإما كان موضوعاً فأماطه، فشكر الله له بها فأدخله الجنة".
إنه الإيمان العظيم، الذي يربط بين السلوك الإيجابي للفرد المسلم في مجتمعه بغفران الذنوب في الآخرة. إن المتأمل في أكثر شوارع المسلمين الآن يجد مصادر الأذى أكثر من أن تعد أو تحصى!
إن إحداث الحفر، دون وضع علامات تحذيرية، وترك أكوام القمامة، وإهمال أفرع الأشجار البارزة، فتعوق السير، ووضع أكوام مواد البناء، التي تسد الشوارع، والعبث وتكسير الزجاج في مسارات المشاة أو السيارات، وترك الدخان الكثيف يخرج من السيارات، بسبب إهمال إصلاحها، وإشعال النار في الإطارات، أو في القمامة، في الشوارع والساحات... كل ذلك من أخطر أسباب الأذى، التي يعاني منها المسلمون في شوارعهم.
ويدخل في إماطة الأذى عن الطريق تسهيل الطرقات الصعبة التي تشق على من سلكها وتؤذيهم، فإن في إصلاحها وتسهيلها إزالة لأذاها ومشقتها، فمن ساهم في ذلك بماله أو بدنه فقد فعل خيراً، ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله والإحسان إلى عباد الله فسوف يلقى الذكر الطيب في الدنيا، والثواب الجزيل في الأخرى إن شاء الله.
إن شعور المسلم بالمسؤوليه هو مظهر من مظاهر الإيمان بالله سبحانه وتعالى ، والتعلق به 
وهذا ما جعل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : " لو أن بغلة في العراق تعثَّرت لخفت أن أسأل عنها يوم القيامة لِمَ لَمْ أسوِّ لها الطريق". هذا هو الإيمان الذي رسخ في القلب وصدقه العمل . إننا بحاجة ماسة إلى أن يكون لدينا هذا الإيمان وهذا الشعور. فهذا سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يحمل نفسه أمر دابة.  صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حين قال : " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ". 
شاهد الصور